م





قائمة الموقع

فئة القسم
مقالاتي [7]

تصويتنا
قيم موقعي
1. ممتاز
2. سيئ جداً
3. جيد
4. مقبول
5. سيئ
مجموع الردود: 6

إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

طريقة الدخول

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

مربو الحمام في الهند يحظون باحترام كبير
نشأت الهواية في القرن الـ15 في عهد المغول
نيودلهي: براكريتي غوبتا 
صعد علاء الدين ثلاثة طوابق لكي يصل إلى سطح منزله في مدينة دلهي القديمة، حيث يملك إمبراطورية حقيقية من الحمام. يقيم علاء الدين أعشاشا للحمام تمتلئ بما يزيد على 200 حمامة من الهند وأفغانستان وإيران ومناطق لا يذكرها.

تعلم علاء الدين، رجل الأعمال البالغ من العمر 60 عاما، فن تربية الحمام من أسلافه.

يتحدث علاء الدين عن مهارة الرجال في السيطرة على أسراب الحمام؛ إذ يجعلونه يطير ثم يعود بمجرد أوامر شفهية، قائلا: «يمكن أن يطلق مربي الحمام صفيرا من مكان مرتفع فيتعرف الحمام على صوته ويعود إلى أعشاشه».

يحدد مستوى المهارة المكانة التي يحتلها الشخص في هذا المجال، ففي حين يصعب أن يصبح المرء «أستاذا» إلا أنه ممكن، ولكن يمكن أن يكون الحصول على لقب «خليفة» هدفا طموحا.

كان تطيير الحمام إحدى الرياضات الشعبية الشهيرة في الهند الموحدة سابقا، وليست منتشرة كثيرا في الوقت الحالي. ولكن إذا زرت شوارع دلهي القديمة، يستطيع المرء أن يشعر باستمرار شعبية تربية الحمام. في شوارع دلهي القديمة المبهرة، ما زال هناك بعض من يملك مهارات تطيير أسراب الحمام، يحفزها على الطيران والعودة بمجرد أصوات شفهية.

مدينة دلهي القديمة أكثر ازدحاما، ويسودها المسلمون في دولة أغلبيتها من الهندوس. تدور الحياة هنا حول مسجد المدينة الكبير، ويمكن تحديد الزمن مع سماع الأذان. هنا أيضا يظل التعامل مع الحمام نوعا من الفنون يحظى الماهرون به في بعض الأوساط باحترام بالغ.

سوف يلحظ الزائر رائحة مميزة لفضلات الحمام مختلطة بعطر. لا يستخدم هذا العطر لإخفاء رائحة الحمام، ولكنه شيء لا يتجزأ عن تربية الحمام في هذا المكان.

وتنقسم أنواع الحمام وفقا لبنيتها ونوع منقارها ومخالبها ولون عيونها، ومنها الحمام الصيني، المنقط (مويسر)، الأبيض (شوط)، الأسود (زوغ)، وذو اللونين الأبيض والأسود (زاودوغ)، و(كال - وزول) باللغة المحلية.

يستطيع بعض من هذه الأنواع الطيران لمدة 24 ساعة (كال - وزول) بينما تطير أنواع أخرى لمدة تتراوح ما بين 6 و12 ساعة.

ومن جانبهم يبتكر مربو الحمام إشارات لتنبيه طيورهم بوجود خطر وشيك.

في مكان قريب، يربي ماتيل قريشي 700 حمامة فوق سطح منزله المكون من أربعة طوابق، تسكن في سبعة أقفاص عملاقة، وهي واحدة من أكثر المجموعات تنوعا في دلهي القديمة. كانت عائلة قريشي تملك شغفا كبيرا بتربية الحمام منذ ما يزيد على مائة عام.

ويقضي مربي الحمام (كابوتير باز) معظم وقته في تصميم رقصات جوية متقنة: فيطلق الحمام في الهواء ويحثه على الطيران بعيدا ثم يدعوه بإطلاق صيحة، ومرة أخرى بحركة اليدين، مثل نشر الحبوب. في ثوان، تظهر الطيور التي كانت تبعد كثيرا في السماء وهي تضرب بأجنحتها عائدة.

دائما ما تحيط مجموعات كبيرة من الحمام بمنطقة المسجد الجامع الذي يرجع إلى القرن السادس عشر. وفي بعض الأحيان، تختار بعض الحمائم من مجموعة ما أن تنضم إلى مجموعة أخرى يملكها شخص آخر. وتتميز جميع المجموعات بانتباه شديد لصوت سيدها. وهنا يظهر تحول مثير للاهتمام في اللعبة. عندما تنضم حمامة من إحدى المجموعات إلى مجموعة أخرى، يفقد صاحبها حقه في هذه الحمامة. وإذا أراد صاحب الحمامة الأصلي استردادها في مجموعته، سوف يحتاج إلى دفع مبلغ من المال وفقا لسلالة ومهارات هذه الحمامة. ولا يوجد ضمان حتى لا تذهب الحمامة ذاتها وتنضم إلى مجموعة أخرى. إنها لعبة قديمة تجعل مجتمع دلهي القديمة بأسره يتسم بقوة بالغة.

بدأت هواية تربية الحمام في الهند في القرن الخامس عشر أثناء حكم المغول، في ظل أباطرة مسلمين حكموا معظم المناطق التي أصبحت الآن الهند الحديثة. كان هؤلاء الحكام يستخدمون الحمام في بعث الرسائل إلى الطبقة الأرستقراطية.

يقول المؤرخ سهيل الهاشمي: «في الماضي، كان مئات الأرستقراطيين والتجار الأثرياء يطلقون الحمام من فوق أسطح دلهي القديمة، في متاهة الشوارع في منطقة تقع في قلب المدينة الجميلة».

وجدت هواية تربية الحمام رعاية كبيرة في الهند أثناء عهد المغول عندما كان مربو الحمام من بغداد وتركيا وإيران ومصر يفدون إلى القصر المغولي، حيث تقام مسابقات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط). وكان مالكو أسراب الحمام يمضون وقتهم طوال العام في تدريب طيورهم من أجل المسابقات ذات الأهمية الكبيرة، ويحظى فيها الفائزون باحترام بالغ.

يشير التاريخ إلى أن الأمير المغولي سليم، الذي حمل لقب جهانكير، لدى توليه الحكم، كان يقضي ساعات كثيرة بصحبة مربي الحمام من أجل تعلم حيل تطيير الحمام. ويقال إنه طلب ذات يوم من فتاة في القصر اسمها «مهر النساء» أن تحمل حمامتين من طيوره أثناء ذهابه بعد استدعاء عاجل من والده «الإمبراطور أكبر». ولدى عودته وجد الفتاة تحمل حمامة واحدة فقط في يدها، وعندما سألها ماذا حدث للأخرى، أجابت: «هذه»، وأخرجت الأخرى أيضا. أثارت إجابتها الذكية إعجاب الأمير، ووقع في حبها. بعد ذلك، تزوج الأمير من الفتاة التي اشتهرت بعد ذلك باسم «نور جهان».

كان الإمبراطور أكبر ذاته شديد الإعجاب بتطيير الحمام، وكان يملك 20.000 حمامة.. كتب إف مونسيرات، المبشر اليسوعي الذي شهد عصر أكبر ورأى حبه للحمام: «يقوم الصبية والخادمات على رعاية الحمام. وتتم السيطرة عليه أثناء طيرانه عن طريق إشارات معينة، تماما كما يحدث مع الجنود المدربين جيدا بواسطة قائد كفء بواسطة النفير والطبول. يبدو الأمر معجزا عندما أؤكد أن الحمام بعد إطلاقه يرقص ويؤدي حركات شقلبة في الهواء، ويطير وفقا لإيقاع منظم، ثم يعود إلى نقطة البداية عند سماع صوت الصفير». عودة إلى حافظ ميان ودين بادشاه اللذين يستطيعان فعل كل ما لاحظه مونسيرات، وفازا بالكثير من المسابقات التي شارك فيها محبو الحمام من بريلي وأكرا وكاليور وسهارانبور والله آباد ولوناو وكانبور ومراد آباد. وكانت الجائزة تبلغ 50.000 روبية، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.

في الوقت الحالي، المسابقة الوحيدة المتبقية هي مسابقة الطيران إلى مسافة بعيدة، تفوز فيها الحمامة التي تطير إلى أبعد مسافة ثم تعود إلى مالكها، أي ماراثون للحمام.

ومن أجل الاستعداد لهذا المسابقات في الطيران لمسافات بعيدة، يتم تدريب الحمام على التعرف على صوت صاحبه، حيث يعلم المالك الطيور الطريق. وكما يفعل قريشي وشقيقه، يمكنهما إطلاق الصفير أو النداء على الحمام حتى يعود إليهما. وفي صباح الأيام الهادئة، يمكن أن ينثر صاحب الحمام حبوبا في الشوارع حتى تتبعها الطيور. يشير قريشي إلى أنه بمجرد أن تمر الحمامة بطريق ما عدة مرات، تعرف حينها إلى أين تذهب وكيف تصل إلى هناك، رغم أن هناك بعض الحمام الذي يتفوق على غيره في حفظ الطريق.

وأضاف أن الحمام مثل أي طيور أو حيوانات أليفة، يكفي أن تدربها على الاستماع إليك.

يتجمع مالكو الحمام في مكان محدد، ويطلقون سراح حمائمهم. يطير الحمام في السماء ويتبع مساره المحفوظ داخل دلهي القديمة. ويقف الكثير من المنظمين في نقاط محددة لملاحظة المسافة التي وصلت إليها كل حمامة والمدة الزمنية التي استغرقتها. وفي النهاية تفوز الحمامة التي تكمل مسارها ثم تعود إلى مالكها عند نقطة الانطلاق. وهنا يلعب العطر دورا، حيث يغسل أصحاب الحمام طيورهم بماء معطر فيصبح من السهل عليهم التمييز بين حمامة وأخرى. كما توضع أشرطة صغيرة على سيقان الحمام الرفيعة، مما يساعد صاحب الحمام في التعرف على طائره. ويستطيع الحمام الطيران من دون توقف في أي مكان لمدة تتراوح ما بين 12 و24 ساعة. وتصل أسعار هذا الطائر إلى 2000 دولار وفقا لقوته وإمكانيته.

وبالإضافة إلى الجوائز المالية الكبيرة التي يحصل عليها صاحب الحمامة الفائزة، تحصل الحمامة الفائزة على أساور ذهبية توضع في أقدامها أيضا! يقول علاء الدين: «كانت هذه هي رياضة الملوك ونوابهم»، مشيرا إلى أن قليلا من الناس يمارسونها بالطرق القديمة الآن.

يقول مرب آخر للحمام هو محمد إسلام (42 عاما): «أرعى الحمام وكأنه من أبنائي»، مشيرا وعيناه تلمعان إلى قفص كبير (في مثل حجم الغرفة) يمتلئ بمجموعة متنوعة من الحمام.

وتقام سوق كل يوم جمعة بالقرب من المسجد الجامع في نيودلهي، حيث يشتري الناس ويبيعون الحمام بحماس شديد، ويفحصون الطيور من اليسار واليمين والأعلى والأسفل، وإذا اجتازت الحمامة الاختبار تبدأ المساومة على السعر، وأخيرا تتم الصفقة.

يزور بعض الأشخاص السوق بهدف المتعة فقط، وتعتبر السوق مكانا مثاليا للمبتدئين من أجل التعرف على عالم الحمام.



المصدر: http://aawsat.com/details.asp?section=67&article=716703&issueno=12493#.UR0r0x0jx5N
الفئة: مقالاتي | أضاف: amr (2013-02-14)
مشاهده: 755 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع

  • دردشة-مصغرة
    200

    Copyright MyCorp © 2024